الفعل ( لا تضارَّ ) يحتمل أن يكون مبنيا للمعلوم ، ويكون قبل الإدغام : لا تُضَارِرْ على وزن ( تُفَاعِلْ ) وتكون ( والدةٌ ) هى الفاعل ، ويكون المعنى : لا تُضارِرْ والدةٌ زوجَها بسبب ولدِها ، بأن تطلب من الزوج ما فوق طاقته ، أو ما فوق العدل من النفقة والكسوة والسكنى .
أو أن تشغل قلبه على ولده بتفريطها فى حقه ، أو أن تقول له بعد ما ألِفَها الولدُ : اطلب له مرضعا غيرى ونحو ذلك .
أو أن تشغل قلبه على ولده بتفريطها فى حقه ، أو أن تقول له بعد ما ألِفَها الولدُ : اطلب له مرضعا غيرى ونحو ذلك .
ويحتمل أن يكون مبنيا للمجهول ، ويكون قبل إدغامه ( لا تُضارَرْ ) على وزن ( تُفَاعَلْ ) وتكون ( والدة ) نائب فاعل ، ويكون المعنى : لا ينبغى أن يلحق الضرر بالمرأة من قِبَلِ الزوج بسبب الولد ، وذلك بأن يعرف تعلق قلبها بالولد ، فيضيِّقَ عليها فى النفقة والكسوة ونحوها ، ثقةً منه بأنها لا تستطيع ترك الولد لتعلق قلبها به ولو نقصت النفقة وقل الرزق .
وسواء أكان الفعل مبنيا للمعلوم ( تُضارِرْ ) أو مبنيا للمجهول ( تضارَرْ ) فقد أُسكِنت الراء الأولى ، وأدغمت فى الثانية ، فالتقى ساكنان ففتحت الراء الثانية لالتقاء الساكنين ؛ فتشابه لفظهما ( لا تضارَّ ) فصار الفعل بهذه الصورة صالحا لأن يكون مبنيا للمعلوم ، وأن يكون مبنيا للمجهول ( هذا من جهة اللفظ ) .
أما من جهة المعنى فقد عرفنا روعة المعنى على كلا التقديرين ، ويزيد المعنى وضوحا وبيانا قول الله بعد ذلك : " ولا مولود له بولده " .
أما من جهة المعنى فقد عرفنا روعة المعنى على كلا التقديرين ، ويزيد المعنى وضوحا وبيانا قول الله بعد ذلك : " ولا مولود له بولده " .
د. خالد الكاشف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق