الجمعة، 1 ديسمبر 2017

الحلقة (١٦) من شرح ابن مالك

قال ابن مالك رحمه الله "16":
ويمنع إعراب الاسم مشابهة الحرف، بلا معارض، والسلامة منها تمكن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأصل في الأسماء الإعراب، ويسمى المعرب منها متمكنا، وإنما تبنى لمشابهتها الحرف، ويسمى المبني منها غير متمكن، ومشابهة الاسم للحرف على خمسة أنواع:
1- الشبه في الوضع: كأن يكون الاسم على حرف واحد كتاء "قمتُ" أو حرفين كـ"نا" من "قمنا"، ولا يدخل فيه ما عرض له النقص نحو: أب وأخ، لأن أصلهما: أبو وأخو، بدليل: أبوان وأخوان، ونحو: يد ودم بدليل رد المحذوف في التصغير والتكسير.
2- الشبه في المعنى: بأن يتضمن الاسم معنى الحرف كأسماء الاستفهام والشرط، كـ"متى" فإنها تتضمن معنى الهمزة إن كانت استفهاما، نحو قوله تعالى: "متى نصر الله"، ومعنى "إن" إن كانت شرطا كقولك: متى تقم أقم.
3- الشبه في النيابة وعدم التأثر: أي مشابهة الحرف في نيابته عن الفعل وعدم دخول عامل عليه فيؤثر فيه، مثل: "هيهات وصه" على القول بأن أسماء الأفعال لا محل لها، فهما نائبان عن "بعد واسكت"، ولا يصح دخول عامل عليهما فيتأثران به، فهما في ذلك كـ"ليت" فهي تنوب عن "أتمنى" ولا يدخل عليها عامل، فإن ناب الاسم عن الفعل وقبل دخول العوامل أعرب، كامصدر النائب عن فعله في نحو: ضربا زيدا.
4- الشبه في الافتقار: أي يفتقر إلى جملة نحو: الموصول وإذ وإذا، فهذه الأسماء لا يتم معناها إلا بذكر جملة بعدها، كقولك" أكرمتك إذ، فلا يتم معنى "إذ" حتى تقول: جاء زيد ونحو ذلك.
5- الشبه في الإهمال: أي لا عاملا ولا معمولا مثل: أسماء الأصوات وأسماء حروف الهجاء، لشبهها بالحرف المهمل كـ"هل".
وزاد أبو حيان وقوعه موقع المبني كأسماء الأفعال والمنادى المبني بسبب النداء، ومضارعة ما وقع موقع المبني وهو ما كان معدولا لمؤنث نحو: حذام ورقاش، ضارع نزال، ونزال وقع موقع انزل، وما خرج عن النظير وهو "أي" الموصول إذا اجتمع فيه شرط البناء، والإضافة إلى مبني نحو: لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت، وعلى حين عاتبت المشيب على الصبا.
قوله: "بلا معارض"، احترازا من "أي" فهي تشبه الحرف فحقها البناء سواء كانت شرطية أو استفهامية أو موصولة، ولكن عارض هذه المشابهة لزومها للإضافة إلى مفرد، وكونها بمعنى "بعض" إن اضيفت إلى معرفة، وبمعنى "كل" إن اضيفت إلى نكرة، فغلبت مشابهتها للمعرب على مشابهتها للمبني، لأن الإعراب مستحق بالأصالة.
قوله: "والسلامة منها تمكن"، أي: سلامة الاسم من مشابهة الحرف تمكنه في باب الاسمية، لذا يتصرف فيه بالحركات والحروف بخلاف غير المتمكن "المبني".
والاسم المتمكن نوعان: أمكن وهو المنصرف، وهو ما لا يشبه الفعل، وإن أشبه الفعل فهو غير أمكن، لنقصه من جهات التمكن الجر بالكسرة، وهو غير المنصرف.
الأستاذ/ محمد صالح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق