الحمد لله وحده.
شرور أنفسنا، وسيِّئات أعمالنا!
وهل تعرفُ ذِئبَ الإنسان؟!
وهل تعرفُ ذِئبَ الإنسان؟!
كيف نمتنع عن الخطأ كلّه؟
كيف نتخلَّص من التعصُّب المذموم كلَّه؟
كيف نحمي غيرَنا من ظلمنا؟
بل؛ كيف نحمي أنفسنا من ظلمنا؟!
كيف نتجنَّب التحيُّز المُهلِك؟ ونتوب من العمل لغير الله، ومن الرِياء والسُّمعة والعُجب والزَّهو المحرَّم؟
بل؛ كيف نحمي أنفسنا من ظلمنا؟!
كيف نتجنَّب التحيُّز المُهلِك؟ ونتوب من العمل لغير الله، ومن الرِياء والسُّمعة والعُجب والزَّهو المحرَّم؟
ما الذي يجعلُنا نُقدِم بكل هذه الثِّقة على كلِّ هذه الأقوال والأعمال، وكأنَّها كلَّها يحبُّها الله؟ وكأنَّها كلَّها خالصة؟ وكأنَّها كلَّها طاعة؟!
بل؛ ما الذي يجعلنا نهمِل ما نعلمه من أنفسنا - إذا علمناه - أننا مبطِلون، مخطئون، نحرص على حِشْمة أنفُسِنا وعلى سُمعتِنا وعلى ما يقوله النَّاس عنَّا، ولو كان باطلًا، ولو كنَّا نعرف أنَّه باطلٌ!
ندفَع الحقَّ، ونغمط النَّاس، ونحتقرهم، ولربّما شتمناهم، ثمَّ إنَّنا نقول - وبئسَ القول -: نحن ننصُر الدِّين، ونُرضِي الله!
معاذ الله!
{قل إنَّ الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون}؟!
بل؛ ما الذي يجعلنا نهمِل ما نعلمه من أنفسنا - إذا علمناه - أننا مبطِلون، مخطئون، نحرص على حِشْمة أنفُسِنا وعلى سُمعتِنا وعلى ما يقوله النَّاس عنَّا، ولو كان باطلًا، ولو كنَّا نعرف أنَّه باطلٌ!
ندفَع الحقَّ، ونغمط النَّاس، ونحتقرهم، ولربّما شتمناهم، ثمَّ إنَّنا نقول - وبئسَ القول -: نحن ننصُر الدِّين، ونُرضِي الله!
معاذ الله!
{قل إنَّ الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون}؟!
لا عجَب، ففي مخلوقات الله من قتلوا أنبياء الله، الذين ليس معهم إلا كلمة الله ولا يَدْعون إلَّا إلى الحقِّ الذي أراده الله، ثم لم ينقطِعَ القتلةُ الكفرةُ عن أن يقولوا: {نحن أبناء الله وأحبَّاؤه}!
فحُقَّ لنفْسِ ابن آدم أن تحيِّر كلَّ ذي عقل نظيف!
فحُقَّ لنفْسِ ابن آدم أن تحيِّر كلَّ ذي عقل نظيف!
=====
اعرف نفسك!
1- قل لنفسك كلَّ يوم: (في نفسي شرور، ومن أعمالي سيِّئات)، ولكنَّك يا نفسي خدَّاعةٌ مكَّارة!
هذا أنت يا ابن آدم!
اعرف نفسك!
1- قل لنفسك كلَّ يوم: (في نفسي شرور، ومن أعمالي سيِّئات)، ولكنَّك يا نفسي خدَّاعةٌ مكَّارة!
هذا أنت يا ابن آدم!
هكذا أخبرنا ربُّنا تبارك وتعالى عن أنفسنا، وهكذا بلَّغَنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
نفوسنا تحبُّ الزّهو، تحبُّ الفخر، تحب العلوَّ!
نفوسنا فيها شرٌّ نحن الذين نبذُره، ونحن الذين نهمله حتى يستطير علينا وعلى خلق الله!
نفوسنا تحبُّ الزّهو، تحبُّ الفخر، تحب العلوَّ!
نفوسنا فيها شرٌّ نحن الذين نبذُره، ونحن الذين نهمله حتى يستطير علينا وعلى خلق الله!
بل؛ منَّا مَن يربِّي الشرَّ، ويسقيه بفساد أحواله وأعماله، وإهماله بذور فساد قلبه.
فينميه حتى يعظم الشرُّ فيه وييفحُش، فيبغي ويستطير!
قال الله: {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاعَ الحياة الدُّنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون}.
ينبِّئ الله بما كانوا يعملون؟!
فينميه حتى يعظم الشرُّ فيه وييفحُش، فيبغي ويستطير!
قال الله: {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاعَ الحياة الدُّنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون}.
ينبِّئ الله بما كانوا يعملون؟!
لقد علَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصحابَه أن يقولوا: (نعوذ بالله من شرور أنفُسِنا، ومن سيِّئات أعمالنا)!
لقد قال الله: (إنَّ النَّفسَ لأمَّارة بالسُّوء إلا ما رحم ربِّي إنَّ ربِّي غفورٌ رحيمٌ)، واتِّباعُ أمرِ النَّفس هو فعلُ ما تهواه النَّفس!
فلا تبرِّئ نفسَك، فإنَّها أمَّارة، ولا تأمنْها، فإنَّها خدّاعة مكّارة، وإنَّها والله ما زلت تُزيِّن لك ما تهواه، وهو سوءٌ كما قال الله!
فلا تبرِّئ نفسَك، فإنَّها أمَّارة، ولا تأمنْها، فإنَّها خدّاعة مكّارة، وإنَّها والله ما زلت تُزيِّن لك ما تهواه، وهو سوءٌ كما قال الله!
ما زالت نفسُك تحبُّ أن تزهو، وأن تعلو، وأن يقال لها: أنتِ.
ما زلتَ تحبُّ أن تنتصر، وأن يقال هو دائمًا مصيبٌ ومخالفُه دائمًا مخطئ!
ما زلت تريد أن يعظِّم الناس هيأتك، ويعظِّموا قولك، ويحتقروا مخالفك.
ما زلتَ تحبُّ أن تنتصر، وأن يقال هو دائمًا مصيبٌ ومخالفُه دائمًا مخطئ!
ما زلت تريد أن يعظِّم الناس هيأتك، ويعظِّموا قولك، ويحتقروا مخالفك.
وإنَّها والله مكّارة خدّاعة، حتَّى تُزيِّن للمُشرك من ابن آدم - يا ابن آدم - أنَّه لم يُشرك، فيكذب على نفسِه، لا على غيرها!
يسألهم الله يوم القيامة توبيخًا: {أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون}؟!
فيجيبون: {واللهِ ربِّنا ما كنَّا مشركين}، يحلف المشركون بالله ربّ العالمين، لله ربِّ العالمين، أنهم ما كانوا مشركين!
قال الله: {انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضلَّ عنهم ما كانوا يفترون}!
يسألهم الله يوم القيامة توبيخًا: {أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون}؟!
فيجيبون: {واللهِ ربِّنا ما كنَّا مشركين}، يحلف المشركون بالله ربّ العالمين، لله ربِّ العالمين، أنهم ما كانوا مشركين!
قال الله: {انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضلَّ عنهم ما كانوا يفترون}!
نفسُك؟
ألا ترى أنّها تحب المال الكثير، ولو كان في المال خطر إهلاكها؟!
قال الله: (وتحبون المال حبًّا جمًّا)، وأقسَمَ الله تبارك وتعالى: (وإنَّه لحُبِّ الخير لشديد)، والخير هو المال، مع أنَّه أقسم (إنَّ الإنسان لربه لكنود) مَنوعٌ للخير!
ولذا قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الأكثرين) المكثرين من جمع المال؛ (هم الأقلُّون يوم القيامة)، إلا من تصدّق بماله هكذا وهكذا!
ألا ترى أنّها تحب المال الكثير، ولو كان في المال خطر إهلاكها؟!
قال الله: (وتحبون المال حبًّا جمًّا)، وأقسَمَ الله تبارك وتعالى: (وإنَّه لحُبِّ الخير لشديد)، والخير هو المال، مع أنَّه أقسم (إنَّ الإنسان لربه لكنود) مَنوعٌ للخير!
ولذا قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الأكثرين) المكثرين من جمع المال؛ (هم الأقلُّون يوم القيامة)، إلا من تصدّق بماله هكذا وهكذا!
2- أنت ضعيفٌ، فأعلِن ضعفك!
والله هو الخالق الذي {يعلم من خلق}، والله هو {اللطيف} والله هو { الخبير} العالم بدقائق الأشياء على حقائقها كما خلقَها!
وقد قال الله: {وخلق الإنسان ضعيفًا}.
وقد قال الله تعالى قبلها: {يريد الله أن يخفِّف عنكم}.
وقد قال الله تعالى قبلها: {والله يريد أن يتوب عليكم}.
===
===
أنت ضعيف ليس لك حول ولا قوّة إلا بالله.
أنت ذو شرور نفس، وسيِّئات عمل.
والله هو الخالق الذي {يعلم من خلق}، والله هو {اللطيف} والله هو { الخبير} العالم بدقائق الأشياء على حقائقها كما خلقَها!
وقد قال الله: {وخلق الإنسان ضعيفًا}.
وقد قال الله تعالى قبلها: {يريد الله أن يخفِّف عنكم}.
وقد قال الله تعالى قبلها: {والله يريد أن يتوب عليكم}.
===
===
أنت ضعيف ليس لك حول ولا قوّة إلا بالله.
أنت ذو شرور نفس، وسيِّئات عمل.
فإذا عرفت نفسك، واعترفت أنّك ضعيفٌ ذو شرٍّ باطن وظاهر، وأنَّ نفسَك أمَّارة مكَّارة، فخذ بأسباب النجاة التي شرعها الله:
1- فتعوَّذ بالله، استعذ بالله، وأدخل نفسك في حماية الله، واطلب قوّة الله!
عُذْ بالله من شرِّ نفسِك ومن سيّئات عملك!
ومعنى أن تعوذَ بالله: أن تلجأ إليه، وتتحامى فيه، وتستعين به، وتستغيث به.
على ماذا؟
نعم، على نفِسك التي بين جنبيك!
فإنّه خالقها وبارئها، الذي يؤتيها تقواها، ويزكّيها، أو يضلّها!
ولستَ أغنى من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، الذي كان يقول: (اللهمَّ آتِ نفسي تقواها، وزكِّها، أنت خير من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها!
اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها)!
1- فتعوَّذ بالله، استعذ بالله، وأدخل نفسك في حماية الله، واطلب قوّة الله!
عُذْ بالله من شرِّ نفسِك ومن سيّئات عملك!
ومعنى أن تعوذَ بالله: أن تلجأ إليه، وتتحامى فيه، وتستعين به، وتستغيث به.
على ماذا؟
نعم، على نفِسك التي بين جنبيك!
فإنّه خالقها وبارئها، الذي يؤتيها تقواها، ويزكّيها، أو يضلّها!
ولستَ أغنى من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، الذي كان يقول: (اللهمَّ آتِ نفسي تقواها، وزكِّها، أنت خير من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها!
اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها)!
هذا؛ ونفْسُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أزكى النفوس، وهو أتقى النَّاس وأخشاهم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (أما واللهِ إنِّي لأخشاكم لله، وأتقاكم له)!
فعُذْ بالله أنت إذن، يا مسكين، فهذا السيِّدُ صاحب النَّفس الزكيّة يعوذ بمولاه من قلب لا يخشع، ويطلب زكاة نفسه وتقواها، وأنت تأمنُ نفسك، وتطلق لها عنان الاستطالة عليك وعلى خلق الله !
لنعُذ بالله، فإنّه لا ملجأ إلا إليه، ولا ينجي من الله إلا الله!
والاستعاذة: طلب حماية وصيانة من الربّ، واستقواء به.
من ماذا؟
من نفسك.
والاستعاذة: طلب حماية وصيانة من الربّ، واستقواء به.
من ماذا؟
من نفسك.
احمني يا ربّي من نفسي، من شرورها: الكِبر، والعُجب، والرِّياء، وحبِّ الظهور، وحبِّ السُّمعة، والاستطالة على خلق الله بالباطل، أو بحقٍّ أبغي به عليهم!
شرور النَّفس: آفاتها الباطنة.
سيِّئات العمل: أن يتعدّى شرُّ الباطن؛ فيظهر!
سيِّئات العمل: أن يتعدّى شرُّ الباطن؛ فيظهر!
اللهم أعذني من شرِّ نفسي، ومن سيّئات عملي.
أن تستعيذ من سيّئات عملك، أي تقول: يا ربّي تُب عليَّ وارزقني الخلاص من أثر المعصية، فلا تطبع على قلبي -وهو أشدُّ أثر لسيّئات العمل- ، ولا تؤاخذني بذنبي، امحُه يا ربّ!
أن تستعيذ من سيّئات عملك، أي تقول: يا ربّي تُب عليَّ وارزقني الخلاص من أثر المعصية، فلا تطبع على قلبي -وهو أشدُّ أثر لسيّئات العمل- ، ولا تؤاخذني بذنبي، امحُه يا ربّ!
2- اقبل النُّصح من أيِّ أحدٍ، وإياك من تأويلات نفسك، فإنّها تحامي عن نفسها!
وقد جعل الله تعالى الدين: النصيحة، كما بلَّغنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
وقد جعل الله تعالى الدين: النصيحة، كما بلَّغنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
فإذا نصحك ناصح، وأهدى إليك عيوبك، فلا تحملك نفسك على ردِّ الحقّ، فإنها - كما قلتُ لك - تحبّ الزَّهوَ والعلوَّ، وإذا جاء وقت المحاققة؛ فالأمر كما قال الله {أحضرت الأنفس الشحّ}!
ستقول لك نفسك: لك مخرج في كذا، وقل إنما كان قصدي كذا، فيعرف الناس أنك لم تخطئ!
أو تقول لك نفسك: لتجعل الكلام على خطإ مخالفك، فلتُظهر عيبه، فينصرف الناس عنك!
ستقول لك نفسك: لك مخرج في كذا، وقل إنما كان قصدي كذا، فيعرف الناس أنك لم تخطئ!
أو تقول لك نفسك: لتجعل الكلام على خطإ مخالفك، فلتُظهر عيبه، فينصرف الناس عنك!
يعرف الناس.. ينصرف الناس.
يمدح الناس .. ويقنع الناسُ، ويقول الناس .
هذا هو الرياء!
يمدح الناس .. ويقنع الناسُ، ويقول الناس .
هذا هو الرياء!
ويساعد على شراسة النَّفس وبناء آفاتها: أن يكون النَّاصح فظًّا غليظًا، وإن كان محقًّا، فهذا هو البغي بالحقِّ.
وقد قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضُّوا من حولك}!
أوليس عجبًا أن ينفضّوا، رغم أنّ الرسول لم يأت إلا بالحق المبين، الذي ما عداه ضلال وهلاك؟
وقد قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضُّوا من حولك}!
أوليس عجبًا أن ينفضّوا، رغم أنّ الرسول لم يأت إلا بالحق المبين، الذي ما عداه ضلال وهلاك؟
وهذا مقام مجاهدة عظيمة، خارج عن طاقة الناس عادة، أن يقبل المنصوح النُّصحَ من ناصح فظِّ غليظ، إن كان محقًّا، لكنه يبقى في دائرة التكليف!
{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم}!
{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم}!
المؤمن مرآة أخيه.
ورحم الله امرأً أهدى إليك عيوبك.
ورحم الله امرأً أهدى إليك عيوبك.
3- بل؛ اطلُب النُّصح من أهل الديانة والرّشد!
لا تجعل بينك وبين النَّاصح حجابًا، لا تُذعره!
لا تجعل بينك وبين النَّاصح حجابًا، لا تُذعره!
وقِفْ مع كلِّ نصيحة، وانظر إليها بعين من يريد الانتفاع، لا من يدافع عن نفسه ويجد لها التأويلات، فتلك طريق الهلاك.
وقد والله منَّ عليّ الله تعالى فرأيت نماذج من البشر لا يلقون بالًا باسم الناصح ورتبته، وما علمتُ هذا إلا صدقا وإرادةً خالصة لثواب الله، وخوفا من الكبر ببطَر الحق وردّه، والإقامة على الباطل!
بل؛ سعيًا في إرضاء الله ربِّ العالمين!
بل؛ سعيًا في إرضاء الله ربِّ العالمين!
** كنت في مكتبة بعض مشايخي، وهو جليل متقن، وأنا بين يديه حقير ضعيف، لا أساوي شيئًا.
كان له تحقيق لكتاب مشهور، وكنت أتحيَّن فرصة زيارة مكتبته لأعزو نقلا في بحث لي إلى نشرته تلك، ولم تكن عندي.
فتحت الكتاب لأراجعه، فوجدتُ النقل وفيه تصحيفٌ بحسب رأيي، فلم أدر ما أفعل؟!
هل أعزو في بحثي على تحقيق شيخي هذا مع التَّنبيه على التصحيف كالعادة؟ هل سيغضب؟
لا أقلَّ أن أخبره برأيي.
ثم خطر لي أن أسأله!
كان له تحقيق لكتاب مشهور، وكنت أتحيَّن فرصة زيارة مكتبته لأعزو نقلا في بحث لي إلى نشرته تلك، ولم تكن عندي.
فتحت الكتاب لأراجعه، فوجدتُ النقل وفيه تصحيفٌ بحسب رأيي، فلم أدر ما أفعل؟!
هل أعزو في بحثي على تحقيق شيخي هذا مع التَّنبيه على التصحيف كالعادة؟ هل سيغضب؟
لا أقلَّ أن أخبره برأيي.
ثم خطر لي أن أسأله!
قلت له: يا شيخ أظنّ أنَّ هذه الكلمة صوابها كذا.
ففرح وتبسّم، وأثنى خيرًا.
فقلت له: ماذا أفعل في العزو؟
قال بثقة: (اكتُب: هكذا في المطبوع، وهو خطأ لعلَّ صوابه كذا)!
أيُّ درسٍ أعظم من هذا؟!
ففرح وتبسّم، وأثنى خيرًا.
فقلت له: ماذا أفعل في العزو؟
قال بثقة: (اكتُب: هكذا في المطبوع، وهو خطأ لعلَّ صوابه كذا)!
أيُّ درسٍ أعظم من هذا؟!
** اتَّصل بي بعض مشايخي بنفسه يومًا، يسألني ما رأيك في كذا، لكتاب له من كتُبه.
فقلت له ما معناه: ليس لائقًا بك يا سيّدي.
وأخذت في الاعتذار عنه وإبداء أوجه الكمال البشري والحُسن في أعمال كثيرة له غير هذا.
فلمَّا شعر أنني أمدح كل هذا المدح متحرِّجًا من رأيي في الكتاب الأوَّل قال: يا بنيَّ لو لم نقبل النصح في علوم الشريعة، فلنجلس في بيوتنا أحسن لنا!
فقلت له ما معناه: ليس لائقًا بك يا سيّدي.
وأخذت في الاعتذار عنه وإبداء أوجه الكمال البشري والحُسن في أعمال كثيرة له غير هذا.
فلمَّا شعر أنني أمدح كل هذا المدح متحرِّجًا من رأيي في الكتاب الأوَّل قال: يا بنيَّ لو لم نقبل النصح في علوم الشريعة، فلنجلس في بيوتنا أحسن لنا!
** وكان بعض مشايخي يكتب التأليف، وقبل أن ينشره، يوزِّعه على المشتغلين بالعلم، يطلب النصيحة!
لا أقول يوزعه على أهل العلم، لا بل على أمثالي من طلبة العلم، يقول: اقرءوا، ولنعقد مجلسا تذكرون فيه آراءكم ومآخذكم، فيجلس معنا يسمع منَّا، ويصلح ما يحتاج أن يصلح!
وكان الشيخ نفسه يعطيني أوراق كتابه قبل طبعه، وعليها خطوط المشايخ النَّاصحين، لا يكتفي بهم، فيقول لي: اذكر رأيك!
لا أقول يوزعه على أهل العلم، لا بل على أمثالي من طلبة العلم، يقول: اقرءوا، ولنعقد مجلسا تذكرون فيه آراءكم ومآخذكم، فيجلس معنا يسمع منَّا، ويصلح ما يحتاج أن يصلح!
وكان الشيخ نفسه يعطيني أوراق كتابه قبل طبعه، وعليها خطوط المشايخ النَّاصحين، لا يكتفي بهم، فيقول لي: اذكر رأيك!
** أمَّا محمَّد عمرو عبد اللَّطيف؛ فذاك أعجوبة من رأيتُ ولقيتُ، وقد قلتُ أكثر من مرّة: إنَّ أعظم استفادتي من هذا الرَّجل تربويَّة، أخلاقيّة، إنسانيّة.
وأرجو أنني استفدتُ من شيخنا رحمه الله علمًا كثيرًا دقيقًا، كما لم أستفد من أحد، وأجرى الله عليّ بسببه نعمًا لا أقدر أن أحصيَها.
وأعظم ذلك في نفسي: ما رأيتُه من أمارات الإخلاص وإرادة وجه الله!
يومًا لُمتُ الشيخ رحمه الله على قلّة مؤلَّفاته، وذكرتُ كلاما كثيرًا.
وفي المجلس التالي قام وأحضر جهاز تسجيل صغير، وكان يحب التوثيق بالتسجيل، وجلس يريد أن يناقشني في مآخذي وأنا لا شيء، لا شيء البتة!
وأرجو أنني استفدتُ من شيخنا رحمه الله علمًا كثيرًا دقيقًا، كما لم أستفد من أحد، وأجرى الله عليّ بسببه نعمًا لا أقدر أن أحصيَها.
وأعظم ذلك في نفسي: ما رأيتُه من أمارات الإخلاص وإرادة وجه الله!
يومًا لُمتُ الشيخ رحمه الله على قلّة مؤلَّفاته، وذكرتُ كلاما كثيرًا.
وفي المجلس التالي قام وأحضر جهاز تسجيل صغير، وكان يحب التوثيق بالتسجيل، وجلس يريد أن يناقشني في مآخذي وأنا لا شيء، لا شيء البتة!
فبادرتُ أعتذر للشيخ، فقال ما معناه: انصح يا بنيّ ولُم، ثم كتب على الشريط بيديه: (الحوار الخالديّ)، وهو معي إلى اليوم غير أنني لا أطيق استماعه، فتهِيجُ نفسي!
ومن حسنات هذا المجلس، أنَّ الشَّيخ رحمه الله أقدم بعد ذلك على كتابة أعظم كتبه - في رأيي -: وهو تخريجه لحديث (الفينة)!
ومواقف هذا الرَّجل أكثر من أن تُحصر، وأحواله أعظم من ذكره عرضًا في منشور!
فاللهمَّ ارحم عبدك محمَّد عمرو، واعف عنه، وأحسن إليه، واجزه خيرًا مما قال وفعل، وأحسن ممَّا خدم دينك وسنّة نبيِّك صلى الله عليه وآله وسلّم، وأبلغ ممّا ربّى وأظهر من حسن وصدق!
اللهم آمين.
ومن حسنات هذا المجلس، أنَّ الشَّيخ رحمه الله أقدم بعد ذلك على كتابة أعظم كتبه - في رأيي -: وهو تخريجه لحديث (الفينة)!
ومواقف هذا الرَّجل أكثر من أن تُحصر، وأحواله أعظم من ذكره عرضًا في منشور!
فاللهمَّ ارحم عبدك محمَّد عمرو، واعف عنه، وأحسن إليه، واجزه خيرًا مما قال وفعل، وأحسن ممَّا خدم دينك وسنّة نبيِّك صلى الله عليه وآله وسلّم، وأبلغ ممّا ربّى وأظهر من حسن وصدق!
اللهم آمين.
وعلى الجانب الآخر رأيت من بعض مشايخي من هو على الضدِّ من ذلك، وأنا لا أجحد أنني استفدت منهم استفادات عظيمة، غير أن البون شاسع، وأثر هؤلاء في نفسي وفي الناس لا يقارن بأولئك!
فسبحان الله العظيم، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله!
=====
=====
محال أن نمنع الظلم والجهالة من أنفسنا وعن أنفسنا (منعًا تامًّا)، فإنَّ الإنسانَ (ظلومٌ جهولٌ)، هذا طبعه.
وهذه خِلقَتُه كما قال تعالى عن الإنسان: {إنَّه كان ظلومًا جهولًا}، فهو كثير الظُّلم، كثير الجهل.
يظلم نفسه، ويظلم الناس، ويخطئ.
فسبحان الله العظيم، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله!
=====
=====
محال أن نمنع الظلم والجهالة من أنفسنا وعن أنفسنا (منعًا تامًّا)، فإنَّ الإنسانَ (ظلومٌ جهولٌ)، هذا طبعه.
وهذه خِلقَتُه كما قال تعالى عن الإنسان: {إنَّه كان ظلومًا جهولًا}، فهو كثير الظُّلم، كثير الجهل.
يظلم نفسه، ويظلم الناس، ويخطئ.
والإنسان الصالح هو الذي يعرف أنَّه كذلك، فيأخذ بأسباب النجاة من سطوة نفسه:
1- أن يعرف نفسه، وأنَّه بشرٌ يعتريه ما يعتري سائر البشر من الجهالة والظلم، وأنه ضعيف، وأنه خطَّاء، وأن نفسه أمَّارة بالسوء، تهوى خلاف الحقِّ، وتحامي عن نفسها!
وأنَّه كثيرٌ بإخوانه، فذٌّ بنفسه، والفرد الفذُّ يعرِض نفسه للشيطان!
1- أن يعرف نفسه، وأنَّه بشرٌ يعتريه ما يعتري سائر البشر من الجهالة والظلم، وأنه ضعيف، وأنه خطَّاء، وأن نفسه أمَّارة بالسوء، تهوى خلاف الحقِّ، وتحامي عن نفسها!
وأنَّه كثيرٌ بإخوانه، فذٌّ بنفسه، والفرد الفذُّ يعرِض نفسه للشيطان!
كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الشَّيطان: ذئبُ الإنسان! كذئب الغَنم، يأكل الشَّاة القاصيةَ والنَّاحيةَ
فإيَّاكم والشِّعابَ، وعليكم بالجماعةِ والعامَّةِ والمسجدِ)!
وفيه انقطاع، ومعناه صحيح جدًّا، وشواهده كثيرة، ولفظُه حسن عندي.
فإيَّاكم والشِّعابَ، وعليكم بالجماعةِ والعامَّةِ والمسجدِ)!
وفيه انقطاع، ومعناه صحيح جدًّا، وشواهده كثيرة، ولفظُه حسن عندي.
2- ثم إذا عرف ذلك أخذ بسب بالنجاة: فيعوذ من نفسه، يعوذ بالله!
ويستعين بحوله وقوّته على تهذيبها، وإلا فإنه تهلكه!
ويستعين بحوله وقوّته على تهذيبها، وإلا فإنه تهلكه!
3- ويقبل النُّصح، ولا يحقر النَّاصح، ويجاهد في ذلك وإن كان النَّاصح فظًّا.
4- بل: العاقل يطلب النُّصح ويسعى إليه، فإنَّ الدِّين هو النَّصيحة من جميع الناس لجميعهم!
والمنتصح هو الآخذ بأعظم أسباب النَّجاة!
4- بل: العاقل يطلب النُّصح ويسعى إليه، فإنَّ الدِّين هو النَّصيحة من جميع الناس لجميعهم!
والمنتصح هو الآخذ بأعظم أسباب النَّجاة!
{واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه}.
{يوم تبلى السرائر}!
{يوم تبلى السرائر}!
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
الشيخ/ خالد بهاء الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق