مقدمة
تعد البنية التركيبية للمثل بكل ما تحويه وثيقة تاريخية
عن اللغة لكل أمة من الأمم[1]؛
ذلك لما تتسم به من القِدم والإيجاز في اللفظ، والإصابة في المعنى، والحفاظ على
التركيب، والقبول عند العامة والخاصة[2]،
وهي ثابتة لا تتغير، وقد قال بثباتها كثير من العلماء كالمبرد والزجاجي وأبو هلال
العسكري، والزمخشري[3]، وغيرهم،
بل عقد السيوطي فصلًا كاملًا بعنوان "الأمثال لا تُغيَّر"[4].
وقد دفعت هذه السماتُ اللغوية - التي يتسم بها المثل- بعض الباحثين إلى ضرورة
توجيه النظر إلى دراسة الأمثال لغويًا؛ فقد أشار الدكتور طه حسين إلى هذا إشارةً
واضحةً؛ حيث يقول: "الأمثال بطبيعتها أدب شعبي مضطرب متطور، يصح أن يؤخذ
مقياسًا لدرس الجملة القصيرة كيف تتكون، ومقياسًا بنوع خاص لعبث الشعوب بالألفاظ
والمعاني"[5]، ويقصد
بـ (مضطرب) أنه غير ملتزم بنظام معين أو بنية معينة محددة؛ فهو يتغير ويتلون بحسب
البيئة التي نشأ فيها، ويقصد بـــ (متطور) أنه ينشأ في كل زمان أمثاله التي تسايره
ولا يقتصر على ما قيل في الماضي فقط.
تعد الأمثال أحد أشكال الأدب الشفهي، وهو يقوم على إسقاط
تجربة سابقة على تجربة حالية[6]،
وقد وردت لكلمة المثل عدة تعريفات، نعرض
منها مفهوم المثل في كلٍ من اللغتين العربية والهوسا، وحتى يتبين لنا أن مفهوم
المثل ثابت لا يختلف من لغة لأخرى ولا من أدب لآخر.
ففي اللغة العربية، تورد المعاجم اللغوية المختلفة معاني
متعددة للفظة ( مَثَل) كالصفة والشَبه والصورة؛ فقد قال ابن منظور: " المثل
هو الشيء الذي يُضرب لشيء فيصير مِثله"[7].
وقد يأتي المثل بمعنى العبرة كما في قوله تعالى: " فجعلناهم سلفًا
ومثلًا للآخرين"[8]؛
أي وعبرةً. وأيضًا هو: " قولٌ مأثورٌ، أو قولٌ سائرٌ مقفى أحيانًا، يمثل
اعتقادًا شائعًا بأسلوب مختصر ومركَّز"[9].
أما عن المثل في كتب الأدباء فقد عرض رودلف زلهايم بعضًا من تعريفاتهم
ومنها تعريف المبرد: المثل " قول سائر يشبّه به حال الثاني
بالأول"[10]، كما ذكر أيضًا تعريف الفارابي وهو قوله:
" المثل هو ما ترضاه العامة والخاصة، في لفظه ومعناه، حتى ابتذلوه
فيما بينهم، وفاهوا به في السراء والضراء "[11].
ونلحظ أن المبرد يقف عند حد التشبيه في تعريفه للمثل، أما الفارابي فقد أبرز مسألة
ثبات الأمثال وتداولها بين جميع الناس واستغراقه لجميع الأحوال (الفرح – الحزن –
التفاؤل – التشاؤم)؛ ذلك لما تتسم به من الإيجاز والخفة على الألسنة، علاوةً على
إصابة المعنى المراد؛ يقول إبراهيم النظام: " يجتمع في المثل أربعةٌ
لا تجتمع في غيره من الكلام: إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه، وجودة
الكناية؛ فهو نهاية البلاغة"[12].
ويرى إميل بديع يعقوب أن المثل هو
"عبارة موجزة بليغة شائعة يتوارثها الخلف عن السلف وتمتاز عادة بالإيجاز وصحة
المعنى وسهولة اللغة وجمال جرسها[13]".
أما في لغة الهوسا، فيطلق الهوساويون على المثل مصطلح Karin
Magana" " وهو يتكون من كلمتين
بينهما رابطة إضافة قصيرة (-n)؛ الكلمة الأولى: kari)) بمعنى:
قطعة وهي مأخوذة من المصدر(karyawa أو karya) بمعنى: الكسر؛ وذلك مثل:
– Abubakar ya
samu karya a hannunsa. .وجد أبو بكر كسْرًا في يده
وتُجمع كلمة (kari) على (kararruka) بمعنى
قِطَع، والجدير بالذكر أن هذه الكلمة تعطي معاني كثيرة عند إضافتها فنجد مثلًا
أنها إذا أُضيفت إلى كلمة (kumallo/ القيء) (kari-n
kumallo) فتكون بمعنى الإفطار، وإذا
أضيفت إلى كلمة (sauti/ الصوت) (kari-n sauti) فإنها تكون بمعنى النغمة، وإذا أضيفت إلى
كلمة (Magana/ الكلام) (karin magana) فإنها تكون بمعنى المَثَل الشعبي.
أما الكلمة الثانية: (magana) بمعنى: الكلام أو القول؛ وعلى هذا يكون المعنى:
القطعة من الكلام، ويظهر أنهم أطلقوا هذا المصطلح (karin magana) على المثل بالنظر إلى مفهومه؛ ذلك أن المثل يَختزل تجربة حياتية
أو موقفًا ما، فكأنما اقتطعوا جزءًا
صغيرًا من الكلام ليدل على هذه التجربة أو هذا الموقف. ومن خلال تعريفاتهم
التي أوردوها في كتبهم يتبين أنها تتقارب جدًا فيما بينها بل تكاد تتفق؛ فقد ذكرت
خديجة صالح (Hadiza Salihu) أن المثل الهوساوي هو: " الكلام المجمل الذي إذا ما فُصِّل
صار كلامًا كثيرًا"[14]،
ويعرفه جلادنشي (Galadanci) بأنه: " أحد أركان الأدب الشفهي الذي يدل على الحكمة وطلاقة
اللسان"[15]. وكذلك
أورد بعضهم تعريفًا آخر للمثل بأنه "هو الكلام المنظوم الموجز في بنائه، والذي
يحمل في طياته المعاني الكثيرة"[16].
ونجد من خلال هذا التعريف الأخير إشارة إلى بنية جملة المثل، وجذب الأنظار إلى نظم
الكلمات داخلها؛ مما يدعو إلى التعرف على تلك البنية التركيبية.
·
موضوع الدراسة
تتناول هذه الدراسة البنية التركيبية للأمثال الهوساوية؛
فهى تعالج التركيب النحوي للأمثال في لغة الهوسا، ولما كان المثل عبارة عن جملة
فإن موضوع البنية التركيبية للأمثال الهوساوية يتناول بنية جملة المثل الهوساوي ويتناول
أيضًا العلاقات التركيبية بين مفردات التركيب في جملة المثل متمثلةً في تراكيب
الجملة الخبرية سواء أكانت الجملة اسمية أم فعلية. ونجد أن كلمة البنية تأتي بمعنى
التركيب – إذا جاءت وحدها- فمثلًا يُقصد
ببنية الجملة تركيبها، وبنية العبارة هي العناصر التي ركبتها؛ وهناك البنية
الصوتية والبنية الصرفية إلخ، وقيد الباحث
كلمة البنية بالتركيب والتركيب معناه نظام من العناصر المترابطة يكتسب فيه كل عنصر
معناه من علاقته بسائر العناصر بحيث لا توجد دراسة أي عنصر منها بمعزل عن العناصر
الأخرى، فليس للنحو إلا ما يقدمه له الصرف ومن هنا ندرك مدى الترابط بين العلمين؛
فجاء العنوان باسم البنية التركيبية كما أننا نجد أن البنية التركيبية تُستخدم لكل
ما يُتركّب؛ فنجد البنية التركيبية للعبارة والبنية التركيبية للمركبات، ولذا
خصصنا العنوان بأنه البنية التركيبة للأمثال الهوساوية؛ وبناءً عليه فإن موضوع الدراسة هو دراسة بنية جملة المثل
الهوساوية وبمعنى آخر فإن التركيب هو الجملة[17]".
فيندرج تحت مصطلح "البنية التركيبية" دراسة الجملة بأنواعها، والسمات
اللغوية التي تتسم بها الأمثال الهوساوية من الحذف والتقديم والتأخير وتوسيع جملة
المثل.
·
أسباب اختيار الموضوع
ترجع أسباب
اختيار الموضوع إلى الأسباب التالية:
1. شيوع الأمثال وانتشارها في البيئة الهوساوية؛ بحيث لا
يمكن للمتحدث أن يستغني عنها أثناء كلامه أو حتى أثناء كتاباته.
2. اتسام الأمثال بسمات لغوية خاصة تميزها عن غيرها من
الأنماط اللغوية الأخرى، مثل الحذف، والتقديم والتأخير والإطناب.
3. ندرة الدراسات العربية التي تناولت هذا النوع من
الدراسات؛ حيث لم يتناول أحد الباحثين العرب الأمثال الهوساوية من الناحية
التركيبية.
4. محاولة الكشف عن الأنماط التركيبية التي تلتزمها لغة
المثل.
5. استكمال الدراسات التي تناولت هذا الموضوع من إحدى
جوانبه؛ فقد قام مصطفى حجازي بجمع الأمثال الهوساوية وترجمتها، وقام صبري حسن
بدراستها عن طريق مقارنتها بالأمثال المصرية وقام محمد نوفل بدراسة أنماط الجملة
الهوساوية في المقال الصحفي المعاصر، وقام سمير عزت بدراسة الجملة في قصص الأطفال،
وأراد الباحث استكمال تلك الحلقة وسد فجوة دراسة البنية التركيبية في المثل
الهوساوي.
·
تساؤلات الدراسة
سعت هذه
الدراسة إلى الإجابة على التساؤلات التالية:
-
ما مفهوم الجملة في لغة الهوسا؟ وما أقسامها؟ وكيفية تناول النحاة
الهوساويين للجملة الهوساوية؟
-
مم تتكون الجملة البسيطة في الأمثال؟ وما البنية التركيبية لكلٍ من قسميها
الجملة الاسمية والجملة الفعلية؟ وما أبرز الأنماط التي يأتي عليها كل من
الجملتين؟
-
مم تتكون الجملة المركبة في الأمثال؟ وما أقسامها؟ وما السمات التي يمتاز
بها كل قسم؟
·
منهج الدراسة
اتبع الباحث في هذه الدراسة المنهج الوصفي الذي يهتم
بالدراسة الآنية للغة والذي يهدف إلي وصف لغة واحدة أو لهجة واحدة في زمن بعينه
ومكان بعينه وعند مستوي لغوي واحد؛ فالمنهج الوصفي يصف الحقائق اللغوية للغة واحدة
أو لهجة واحدة كما هي وليس كما يجب أن تكون عليه، ويتميز المنهج الوصفي بالدقة
والشمولية والوضوح والموضوعية. واستنادًا على هذا المنهج قام الباحث بتصنيف مادة
الدراسة وتحليلها، حتى يتمكن من استخراج النتائج ونسبة دوران كل قسم من أقسام
الجملة في المثل الهوساوي.
قام الباحث بدراسة الأمثال الهوساوية من الناحية
التركيبية، وتحليل كل مثل منها "إلى أصغر مكوناته وعناصره حتى يمكن الوصول
إلى الخصائص التحليلية لهذه العناصر. ووفقًا لطبيعة المادة فلا يمكن تحديد الفترة
الزمنية التي قيلت فيها هذه الأمثال نظرًا إلى أنه لا يمكن تحديدها؛ إلا أن هذا
الأمر لا يُكترث له لأن بنية الأمثال التركيبية ثابتة لا تتغير حتى ولو خالفت
القياس اللغوي. أما ما يتعلق باللهجة فقد حاول الباحث معرفة ما إذا كانت الأمثال
تستخدم لهجة واحدة أم تسير وفق البيئة التي تقال فيها.
·
مادة الدراسة
اعتمدت مادة الدراسة على كتاب " Karin Maganar Hausawa " بمعنى (الأمثال الهوساوية) للمؤلف: Bello Muhammad Xanyaya ومراجعة الأستاذ الدكتور/ Abdullahi
Bayero Yahya ، وقد صدر هذا الكتاب مطبوعًا
في عام (2007) عن دار النشر Makarantar Hausa، ويحتوي على
(2000) مثلًا، ويقع الكتاب في (96) صفحة. والكتاب مرتب ترتيبًا أبجديًا.
·
الدراسات السابقة
ثمة عدد
من الدراسات التي تناولت موضوعات قريبة الصلة بموضوع الدراسة؛ منها ما كُتب باللغة
العربية، ومنها ما كتب بلغة الهوسا. وجاءت على النحو التالي:
أولًا الرسائل
العلمية:
أ. رسائل الدكتوراه
- رسالة دكتوراه غير منشورة بعنوان " الأمثال
الهوسوية والمصرية: دراسة لغوية مقارنة بين الهيكل والمعنى والخلفية الحضارية
" من إعداد: صبري محمد حسن عبد النبي(1984)، معهد البحوث والدراسات
الإفريقية، جامعة القاهرة. وقد قُسِّمت الرسالة على النحو التالي: مقدمة و جزآن؛
تناول الجزء الأول الدراسة اللغوية للأمثال المصرية والهوساوية وقد أتى الباب
الثاني من هذا الجزء بعنوان هيكل الأمثال الهوساوية؛ حيث عقد فيه الباحث فصلين:
أولهما بعنوان خصائص الأسلوب والخصائص الفنولوجية، وثانيهما بعنوان الخصائص
الصرفية والنحوية للأمثال، لكن الباحث اقتصر على سرد بعض الخصائص فقط؛ فذكر
التكرار والتردد من الخصائص الصرفية وتناول بالسرد فقط الأدوات التالية أداة النهي
و النفي والبناء للمجهول واكتفى بذكر مثال واحد لكل أداة. ثم عرض للناحية الدلالية
للأمثال الهوساوية وذلك بعقد مقارنة بينها وبين الأمثال المصرية ولم يتطرق الباحث
إلى دراسة الجملة الهوساوية في لغة المثل.
- رسالة دكتوراه غير منشورة بعنوان " أنماط الجملة
الهوساوية في لغة المقال الصحفي المعاصر – دراسة لغوية " من إعداد: محمد
على نوفل (1999م)، معهد البحوث والدراسات الإفريقية، جامعة القاهرة. وقد قُسِّمت الدراسة
إلى ثلاثة أبواب يسبقها تمهيد ومقدمة أوضح فيها بنية الجملة الهوساوية ومكوناتها (
المسند إليه والمسند). تناول الباب الأول الجملة الفعلية وأنماطها ثم ذكر الجملة
الفعلية ذات الفعل اللازم والجملة الفعلية ذات الفعل المتعدي وأعقب ذلك بذكر
السمات التركيبية للجملة الفعلية في لغة المقال الصحفي ، وعرض الباب الثاني الجملة
الاسمية وأنماطها، وأفرد الباب الثالث لأنماط الجملة المركبة في لغة الهوسا،
وقسمها الباحث إلى الجملة المركبة من جملتين والجملة المركبة من أكثر من جملتين،
وتضمنت كل واحدة منها أدوات الربط التي تربط بين الجملتين. حيث عرض الباحث من خلال دراسته ملامح البناء
اللغوي للجملة الهوساوية في لغة المقال الصحفي المعاصر.
- رسالة دكتوراه غير منشورة بعنوان " بنية الجملة
الهوساوية في قصص الأطفال " من إعداد: سمير عزت إبراهيم إسماعيل (2000م)،
معهد البحوث والدراسات الإفريقية، جامعة القاهرة. وقد قُسِّمت الدراسة إلى مقدمة
وأربعة فصول وخاتمة؛ تناول الفصل الأول المكونات الأساسية للجملة الهوساوية؛ حيث
عرض فيه الباحث للمركبات وأنواعها، كالمركب الاسمي والفعلي والوصفي والظرفي
والموصولي والحرفي. وتناول الفصل الثاني الجملة الاسمية الموسعة، وعرض الفصل
الثالث للجملة الفعلية الموسعة، وتناول الفصل الرابع الجملة المركبة، وقسمها على النحو التالي:
أولًا التركيب المفرد واشتمل على التركيب بالربط، والتركيب بالتفريع. ثانيًا
التركيب المتعدد وتضمن التعدد بالربط والتعدد بالتفريع والتعدد بالربط والتفريع
معًا. وبناءً عليه فإن موضوع البحث يختلف عما قد تناوله سمير عزت في دراسته.
ب. رسائل الماجستير
-
رسالة ماجستير غير منشورة بعنوان " الجملة الفعلية في الاستخدام
المعاصر دراسة تقابلية بن اللغة العربية ولغة الهوسا" من إعداد: محمد
محمد عبد الحميد مرعي( 1989)، معهد البحوث والدراسات الإفريقية، جامعة القاهرة. وقُسمت
الدراسة إلى أربعة فصول تسبقها مقدمة وتتلوها خاتمة، تناول الفصل الأول منها دراسة
نظرية للجملة الفعلية، ثم تناول الفصل الثاني تحليل الجملة الفعلية البسيطة في
الهوسا، وعرض الفصل الثالث تحليل الجملة الفعلية في العربية، وتناول الفصل
الأخير دراسة تقابلية بين العربية والهوسا. وبناءً عليه فقد درس الباحث الجملة
الفعلية في الاستخدام المعاصر ولم يتطرق لما قام الباحث بدراسته هنا.
-
رسالة ماجستير غير منشورة بعنوان " بناء الجملة بين العربية
والهوسا: دراسة تقابلية" من إعداد: يهوذا سليمان إمام (2005م) معهد
البحوث والدراسات العربية، جامعة الدول العربية. وقد قُسِّمت الدراسة إلى أربعة
فصول سبقها تمهيد عن المنهج التقابلي، وتناول الفصل الأول بناء الجملة البسيطة بين
اللغتين العربية والهوسا، ثم تناول الفصل الثاني الجملة الممتدة بين اللغتين، وعرض
فيه لكيفية توسيع الجملة بالمفعول به أو الحال أو النعت أو التمييز، ثك جاء الفصل
الثالث بعنوان بناء الجملة الطلبية، ثم جاء الفصل الرابع بعنوان الجملة
الانفعالية، عرض فيه لجملتَي التعجب والقَسَم.
-
رسالة ماجستير بعنوان " الأمثال العربية والهوساوية: دراسة تقابلية
في الحقول الدلالية" من إعداد: رابع محمد خاديجا (2014م) معهد البحوث
والدراسات العربية، جامعة الدول العربية. وقد قُسِّمت الدراسة إلى أربعة فصول،
تناول الفصل الأول الأمثال الدالة على الموجودات الحية، وعرض فيه لمبحثين؛ الأمثال
الدالة على الإنسان وما يتعلق به، والأمثال
الدالة على الحيوانات وما يتعلق بها. وتناول الفصل الثاني الحقل الدلالي للأمثال
العربية والهوساوية للموجودات غير الحية، ذكر فيه مبحثين؛ أحدهما موجودات طبيعية
غير حية، وثانيهما موجودات صناعية غير حية. وتناول الفصل الثالث الأمثال الدالة
على الأحداث، ذكر فيه الأمثال الدالة على الأحداث البيولوجية والأحداث الدالة على
أحداث وجدانية عقلية. وتناول الفصل الرابع الأمثال الدالة على المجردات، وذكر فيه
مجردات تتعلق بالإنسان، ومجردات تتعلق بالأشياء. وبناءً عليه فإن النقطة التي
تناولها الباحث يختلف عما تناوله رابع في دراسته.
ثانيًا الكتب العلمية
-
كتاب " دراسة في بناء الجملة الهوساوية" من إعداد "
سمير عزت إبراهيم& محمد علي نوفل& أشرف محمد العزازي" (2003)، وقد
تناولت الدراسة الجملة الهوساوية بصفة عامة فتصدر الكتاب بذكر نبذة عن مفهوم
الجملة ومكوناتها، ثم انتقل إلى أقسامها وهي الجملة البسيطة وهي التي تحتوي على
المسند إليه والمسند فقط والجملة الموسعة وهي التي توسع فيها أحد عنصري الإسناد سواء
أكانت موسعة اسمية أو موسعة فعلية والجملة المركبة والتركيب فيها إما أن يكون
بالربط أو التفريع.
-
كتاب " أمثال الهوسا العامية " جمع وترجمة وتحليل الأستاذ الدكتور مصطفى
حجازي، فهو يحمل بين دفتيه مادة لغوية ثرية جديرة بالبحث ذلك لأنه يحتوي على
(3559) مثلًا ففي عام 1973م قام مصطفى
حجازي بجمعها وترجمتها كما قام بترتيبها أبجدياً وقد صدر هذا الكتاب عن المركز
القومي للترجمة مرتين، كانت الطبعة
الثانية في عام (2009 م). وقد اقتصر على ترجمة المفردات، كل مفردة على حدة،
وأحيانًا يذكر الموطن الذي يُضرب المثل.
-
كتاب بعنوان " Hausa cikin Hausa "
بمعنى (هوسا داخل الهوسا)؛ أي الهوسا التي لا يعرفها إلا الهوساويون الأصليون
وليست الدارجة على ألسنة متعلمي الهوسا من غير أهلها. من إعداد:Hadiza S.
Koko (2011م)، بولاية سوكوتو بنيجريا. تناولت فيه
الباحثة الأمثال الهوساوية من حيث تعريفها، ومكانتها في اللغة، ثم أعقبت ذلك
بتصنيفها تبعًا للدلالة والمعنى؛ أي وفقًا لنظرية المجالات الدلالية إلا أنها لم
تعرض لتلك النظرية ولم تشر إليها، ثم ذكرت أهمية هذه الأمثال والفائدة منها، والأسباب
التي دعت إلى شيوعها وخاصة في البيئة الهوساوية وأماكن انتشارها. وقامت بسرد
نحو(2340) مثلًا في آخر الكتاب.
-
كتاب "Qamusun Karin Maganar Hausa" من إعداد "Ibrahim Malumfash & Nahauce Marafa Ibrahim" (2014)، بولاية
كادونا بنيجيريا. تناول فيه الباحثان الموضوع في ستة فصول؛ أما الفصل الأول فكان
دراسة تمهيدية للموضوع وذكر أسباب اختياره، والدراسات السابقة، ومنهج البحث،
وتناول الفصل الثاني الأدب الشفاهي والأنواع التي يشتمل عليها الأدب الشفاهي مثل
الشعر والأمثال والأساطير، وتناول الفصل الثالث تاريخ نشأة المثل الهوساوي، وأقسام
المثل الهوساوي وأن منها الكلاسيكي والمعاصر ومنها الإسلامي ومنها التي تشتمل على
الحكمة كما عرض فيه بعض الكلمات الشائعة في الأمثال مثل الأمثال التي تحتوي على
كلمة "sai" والأمثال التي تحتوي على كلمة "ko: وهكذا، أما
الفصل الرابع فتناول تاريخ تدوين الأمثال
الهوساوية، وكيف كانت قبل دخول الإسلام وكيف أثر الإسلام في الأدب الهوساوي عامة
والأدب الشفاهي خاصة ومنه الأمثال الهوساوية، وتناول الفصل الخامس عن الأمثال
الهوساوية من حيث البيئة التي نشأت فيها ومن حيث النظام الصوتي فيها ومن حيث
معناها ومن حيث الأصل اللغوي، أما الفصل السادس فتناول نتائج الدراسة وسرد ما يقرب
من خمسة آلاف من الأمثال الهوساية. ونرى من خلال هذا العرض لهذا الكتاب أن
الباحثين تناولا الموضوع بطريقة مختلفة فقد تناولاه من وجهة نظر أدبية.
·
فصول الدراسة
قُسمت الدراسة إلى ثلاثة فصول، سبقتها مقدمة، وأعقبتها
خاتمة، ثم النتائج والتوصيات. وجاء التقسيم على النحو التالي:
تناولت المقدمة موضوع الدراسة، والأسباب التي من أجلها
اختير هذا الموضوع، والدراسات السابقة على تلك الدراسة ومدى الإفادة منها وبيان ما
فعلها الباحثون قبل ذلك وما الإضافة التي تقدمها هذه الدراسة، وعرضت أيضًا
للتساؤلات التي سعت الدراسة للإجابة عليها، وكذلك المنهج الذي ستتبعه أثناء
الدراسة، والمادة اللغوية التي اعتمدت عليها الدراسة، علاوةً على ذكر المرشدين
اللغويين الذين استعان الباحث بهم أثناء تناوله لهذه الدراسة، وذكر الخطوات
الإجرائية التي اتبعها الباحث أثناء تحليل المادة اللغوية، وأخيرًا التقسيم الذي
قسمته الدراسة.
أما الفصل الأول فتناول مفهوم الجملة الهوساوية وأقسامها
في لغة الهوسا، وبيان التقسيمات التي قسمها الهوساويون للجملة الهوساوية كالجملة
الاسمية والجملة الفعلية، وأيضًا إلقاء الضوء على طريقة جديدة في تناولهم لتقسيم
الجملة الهوساوية وهي الجملة المشتملة على الزمن والجملة الخالية من الزمن، ومدى
اتفاق الباحث مع هذا التقسيم، ومدى اختلافه معه. ثم عرض أيضًا لتقسيم الجملة من
الناحية التركيبية إلى الجملة البسيطة والجمل ة
المركبة والجملة المعقدة وتوضيح الأقسام التي يوردها اللغويون تحت هذه الجمل الثلاث.
كما أوضح الفصل أيضًا نسق الكلمات داخل الجملة وكيفية ترتيبها لتكوين الجملة،
وانتهى الفصل بذكر الخلاصة لهذا الفصل.
وعرض الفصل الثاني لجملة المثل البسيطة؛ حيث اشتمل على
ثلاثة مباحث، سبقتهم توطئة، اشتملت على مفهوم الجملة البسيطة وأقسامها، ثم جاء
المبحث الأول بعنوان جملة المثل البسيطة الاسمية ، وتضمن مفهومها، وبيان أنماطها
التي وردت في الأمثال من خلال تقسيمها إلى مثبتة ومنفية، أما المبحث الثاني فعرض لجملة
المثل البسيطة الفعلية ، فألقى الضوء على مفهومها وذكر الأنماط التي وردت عليها
من خلال الأمثال ( مادة الدراسة)، في حين جاء المبحث الثالث بعنوان السمات التركيبية لجملة المثل البسيطة،
وهي الحذف في جملة المثل البسيطة، والتقديم والتأخير، وتوسيع جملة المثل البسيطة،
وأتت خلاصة في نهايته تبين ما تناوله الفصل.
أما الفصل الثالث فقد تناول جملة المثل المركبة، واشتمل
على ثلاثة مباحث؛ جاء الأول بعنوان جملة المثل المركبة ، وتناول مفهوم الجملة
المركبة، وأقسامها، والمعيار الذي سارت عليه الدراسة، وألقى الضوء على الأنماط
التي وردت في مادة الدراسة (الأمثال)، من أجل الوصول إلى البنية التركيبية للجملة
المركبة. وسعى أيضًا في إيضاح العلاقات
التي تربط بين الجملتين في داخل الجملة المركبة. وعرض المبحث الثاني للسمات
التركيبية لجملة المثل المركبة الهوساوية من خلال بيان الحذف الوارد في الجملة
المركبة، والتقديم والتأخير فيها، وكذلك توسيعها، وعرض المبحث الثالث لبعض النماذج
الواردة في مادة الدراسة من الجملة المعقدة.
أما الخاتمة
فجاءت لتعطي بيانًا موجزًا عما تناولته الدراسة، متضمنةً النتائج التي توصلت إليها
الدراسة والتوصيات التي توصي بها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفأريد عنوانا للبحت في اللغويات من فضلكم