تعد إثيوبيا من الدول متعددة اللغات، حيث يقطن بها أكثر من 80 مجموعة عرقية تتحدت ما بين 70 إلي 80 لغة، ومن أهم هذه اللغات اللغة الأمهرية واللغة التيجرينية والجوراجية والأورومية والصومالية. وتعد الأمهرية اللغة الأكثر أهمية من بين هذه اللغات، فهي لغة العمل الرسمية official working language لجمهورية إثيوبيا الاتحادية الديمقراطية، والتي ظلت تستخدم في المصالح الحكومية والجيش، وفي الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية طوال العصور الوسطى وفي العصور الحديثة، كما أنها تستخدم في المدارس الحكومية وخاصة في مراحلها الأولي، وتصدر بها غالبية الصحف في إثيوبيا، كما تُبث بها معظم برامج الإذاعة والتلفزيون)
وتنتمي اللغة الأمهرية إلي أسرة اللغات السامية المتفرعة من فصيلة اللغات الأفروآسيوية، وتعد لغة أم لحوالي 17 مليون نسمة، والموطن الرئيسي للغة الأمهرية هو إقليم أمهرة في وسط-شمال إثيوبيا، وقد أخذت اللغة الأمهرية في الانتشار شمالًا وجنوبًا لتشمل منطقة شوا وجوندر وجوجام والعاصمة أديس أبابا أيضًا، لتصبح أكثر اللغات انتشارًا في إثيوبيا) (، وبهذا تعتبر اللغة الثانية ولغة التفاهم المشترك lingua franca لباقي الشعب الإثيوبي الذي يبلغ تعداده حوالي 85,237,338 مليون نسمة (وفقًا لإحصاء عام 2010)) (. كما تعد اللغة الأمهرية ثاني أكبر اللغات السامية بعد اللغة العربية من حيث عدد المتحدثين، ورابع اللغات الأفريقية بعد اللغة السواحيلية في شرق أفريقيا ولغة الهوسا في غرب أفريقيا ولغة الأورومو في إثيوبيا وشرق أفريقيا، واللغة الصومالية ) (.
وتتمتع اللغة الأمهرية بنظام مميز لكتابة أصواتها، فهي تستخدم النظام المقطعي الذي يتكون من أكثر من مائتي رمز، يرمز كل منها لعنصر صامتي وعنصر صائتي، فالرمز يقابل مقطعًا عادة في اللغة، وتكتب اللغة الأمهرية من اليسار إلى اليمين وذلك عكس غالبية اللغات السامية الأخري"العربية والعبرية والسريانية" ( ). ومن الجدير بالذكر أنها ورثت ذلك النظام المقطعي للحروف من اللغة الجعزية كما أخذت عنها أيضًا نمطًا فريدًا من نوعه في كتابة الأرقام.
وتتمتع اللغة الأمهرية بوضع متميز من حيث المكانة والثروة الأدبية؛ حيث عثُر علي بعض القصائد والأغاني الإمبراطورية التي تمجد انتصارات وفتوحات الإمبراطور عمدا صيون والإمبراطور جلاوديوس وغيرها من الأعمال الأدبية والتي تعود إلى القرن الرابع الميلادي، ومع الثلث الأول من القرن العشرين بدأ ظهور أدب حديث ناشئ باللغة الأمهرية مثل الرواية والقصة والقصة القصيرة والمسرحية الخ.
ونظرًا لأهمية اللغة الأمهرية كلغة سامية وأفريقية، فقد نالت اهتمامًا ملحوظًا من قبل اللغويين المستشرقين والإثيوبيين، كما كان لهجرة مئات الآلاف من متحدثي اللغة الأمهرية إلى أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل، ورغبتهم في الحفاظ على تراثهم اللغوي أثر كبير في ذلك، كما بدأت الجامعات في فرنسا وألمانيا وروسيا تعطي دروسًا في اللغة الأمهرية) وكذلك الأمر في بعض الجامعات المصرية.
أ. شيماء أبو العينين
باحثة دكتوراه بجامعة القاهرة
باحثة دكتوراه بجامعة القاهرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق