الاثنين، 27 نوفمبر 2017

تلخيص الفصل الأول من كتاب " أصول تراثية في علم اللغة (1)

الباب الأول
اللغة (مفهومها ومناهج دراستها)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الأول
(علوم اللغة)
يدور هذا الفصل حول ثلاثة نقاط رئيسة هي:
أولًا: القرءان وعلوم اللغة.
ثانيًا: علوم اللغة: تعريفاتها ومجالاتها.
ثالثًا: الدرس اللغوي وتحديد المصطلح.
ونستهل بالكلام على النقطة الأولى وكيف تناولها المصنف:
أولًا: القرءان وعلوم اللغة
ارتبطت الثقافة الإسلامية باللغة العربية ارتباطًا وثيقًا؛ إذ إن القرءان الكريم وهو كتابها الأول نزل باللسان العربي. من أجل ذلك كانت علوم العريية هي مفاتيح لغهم النص القرءاني ومعرفة شرعهم الحنيف. ولم ينفردو بذلك عن سائر الأمم؛ فالدرس اللغوي ارتبط عند الصنيين بدراسة النصوص البوذية، وبدأ الدرس اللغوي عن الهنود لفهم كتابهم المقدس (vida)، وكذلك النحو والصرف في العبرية غنما لفهم الكتاب المقدس.
إن علوم اللغة نشأت نشأة دينية مرتبطة بالنص القرءاني في محاولة لفهمه وتفسيره. وإذا كان ذلك كذلك فإن علوم الشريعة كان لها شأن عظيم، وعليه فقد ارتفع شأن العلوم اللغوية التي هي مفاتيحها. ويقرر ابن خلدون أن العلوم على ضربين؛ قسم يطلب لذاته مثل الشرعيات والطب وغيرهما وقسم  علوم الآلة مثل علوم اللغة التي هي الوسيلة لفهم العلوم التي تُطلب لذاتها.
ونجد ان النص القرءاني أنعش الدراسة اللغوية في هذه الفترة فنجد أن الكسائي والفراء وقطرب وغيرهم -كلهم وهم نحاة – ألفوا كتبًا تحمل عنوان " معاني القرءان"، بل ونشأت علوم جديد لمحاولة فهم الإعجاز الوارد في آي القرءان الكريم مثل كتب البلاغة وما تحويه من المغاهيم الثلاثة (المعني والبيان والبديع). ونجد هنا اختلاطًا وتداخلًا بين الدراسات اللغوية والدراسات النحوية. وسنشير إليه فيما يلي.
ثانيًا: علوم اللغة تعريفاتها ومجالاتها:
نجد أن سبب الاختلاط بين الدرس اللغوي والدرس النحوي عند النحاة العرب القدامى، بسبب ارتباط دراساتهم بمصدر واحد ( القرءان الكريم). وعلى الرغم من هذا فإننا نجد أن كتب المؤرخين والطبقات قد ميزت بين النحاة واللغويين؛ فأول من وضع بذور النحو وأعمل فيه فكره هو أبو الأسود الدؤلي ونصر بن عمر، وعبد الله بن إسحاق. ثم طبقة الخليل بن احمد وشيخه عيسى بن عمر وتلميذه سيبويه، كما أن للخليل جهود هائلة في اللغة فهو واضع اول معجم عربي (معجم العين)، وكذلك واضع علم العروض، كما كانت له نظرات ثاقبة في الصوتيات ووضف الأجراس الصوتية وما يحدث من تغيرات صوتية تطرأ على الكلمة.
من المعروف ان سيبويه لم يسم كتابه إلا أنه عرف فيما بعد بالكتاب، ونجد هذا المؤلف العظيم الذي أتى بما تحاول أحدث النظريات الحديثة أن تطبقه في علم اللغة الحديث؛ فقد بدأ دراسته بقضايا التركيب ثم قضايا بنية الكلمة ثم عالج القضايا الصوتية. وعلم النحو عند سيبويه هو علم التراكيب الذي يختص بدراسة القواعد التي تحكم بناء الجملة وتركيبها والضوابط التي تضبط كل جزء منها وعلاقة هذه الأجزاء بعضها ببعض، وطريقة ربط هذه الجمل وأنواعها وهذا النوع يُعرف في علم اللغة الحديث باسم (SYNTAX).
أما علم التصريف فإنه العلم الذي يختص بدراسة القواعد التي تخضع لها الكلمة من حيث الصيغ وما يحدث لها من تغيرات في بنيتها ومعناها. وهو الذي يسمى (Morphplogy). وفي الحقيقة ارتبط علم الصرف بعلم النحو ارتباطًا وثيقًا . ثم بعد ذلك اتخذ اتجاهًا خاصًا وانفصل بالدراسة عن علم النحو.
اما الجانب الصوتي فقد غطى علماء القراءات معظم أجزائه وقدموا للعالم صورة رائعة في توصيف مخارج الحروف وصفاتها من جهر وهمس وشدة ورخوة.
اما البحث الدلالي في علم اللغة الحديث semantics فهو يقابل ما قام به اللغويون من جهود لجمع مفردات دراسة اللغة. وعلاوة على هذا فإن علماء الأصول قد بحثوا أيضًا في كتبهم للألفاظ من خمس نواحي:
-       من ناحية النظر إلى اللفظ نفسه.
-       من ناحية نسبة الألفاظ إلى المعاني.
-       اللفظ من حيث الإفراد والتركيب.
-       قسمة اللفظ إلى عموم المعنى وخصوصًا.
-       دلالة اللفظ على المعنى.

ثالثًا: الدرس اللغوي وتحديد المصطلح:
ثمة عدد من المصطلحات المتداخلة والتي يجب أن نحدد معانيها ألا وهي:
علم اللغة :
علم اللغة يعرف بأنه دراسة مدلول مفردات الكلم" وينقل ابن خلدون " هو بيان الموضوعات اللغوية"  ومن بعض كتبه المحكم لابن سيده، والصحاح للجوهري، والبارع للقالي.
علم اللسان
ذكر ابن سيده أن علم اللسان يقوم على أمرين:
-       الإحاطة بمفردات اللغة ومعرفة دلالتها.
-       معرفة قواعد اللغة التي تتعلق بالمفردات من قبيل اشتقاقها وصيغة بنائها. وما يطرأ على بنيتها نت تطورات صوتية وخلافه. وهذا المصطلح يطلق عليه الغربيون علم اللسانيات.
فقه اللغة

هذه المصطلح يختلف عن سابقيه فيأنه اعتنى أو بشكل أدق انصرف إلى نوع آخر من الدراسات وهو ما يسمى (philology) وهو يعني عند الأوربيين بدراسة النصوص القديمة وتحقيقها والتعليق عليها ودراسة ما يتصل بها لغة أو أدبًا أو ثقافة. كما أنه ارتبط بالدراسات التاريخية التي عرفت فيما بعد باسم فقه اللغة المقارن (comparative philology). ونجد أن مصطلح علم اللغة (LINGUISTIC) هو في مقابل فقه اللغة؛ للتفرقة بين دراسة اللغة كوسيلة ودراسة اللغة كغاية في ذاتها. ونجد أن هناك فريق من الباحثين يفرق بين علم اللغة وفقه اللغة مثل: محمود حجازي، السعران. أما صبحب الصالح فإنه لم يفرق بل جعل كلًا من العلمين دليل على وجود الآخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق